عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم ,
derb OMER
رايس متمرس
 
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله في الأخ مراد حاج على هذه المعلومات الوفيرة والطيبة وليسمح لي ببعض الإضافات.

- في النقطة رقم 2، أعلم كذلك أن بعض الأسماك الكبيرة نسبيا كالدرعي (بوشوك) والميرو وحتى الدينتي لا تتغذى في الشتاء كما تتغذى في الصيف وذلك لاقتصاد الطاقة المخزنة في الفصل الحار، فهي تكون في شبه سبات شتوي، ولا تتغذى الا عند الضرورة.

- بالنسبة للنقطة رقم 3 فصحيح أن الأسماك لا تهتم كثيرا بالغذاء أثناء التوالد، بل أُضيف أنه حتى درجة الحذر عندها تقل بشكل كبير، وهذا يُعطي فرصة نجاح أكبر لصيادي الغطس الشتوي للإقتراب والإمساك بها.

- بالنسبة للنقطة رقم 4، فأعتقد أن هناك قلة من الأسماك التي تعتمد على نظرها فقط، بل أغلبها يعتمد كذلك على الخط الجانبي الذي هو بمثابة جهاز سمع وسونار تستطيع عبره السمكة ادراك شكل محيطها وما يجري حولها. لذا لا نستسلم إذا كانت الرؤية صعبة أو منعدمة في المياه، بل فرص الصيد تبقى وافرة خاصة عبر تحريك الطعم، فهو في رأيي من أفضل الأمور لجلب السمك بعد الرائحة عندما تكون المياه غير صافية.

- بالنسبة للنقطة رقم 7، فاللون الأحمر يظهر جيدا حتى على مسافة أفقية كبيرة قريبة من السطح والمياه صافية كفاية. اللون الأحمر يختفي مع العمق فقط لأن طيف ضوء الشمس لا يصل كاملا، فألوانه تبدأ بالإختفاء بالتدريج أولها الأحمر ثم الأصفر ثم الأخضر، وآخرها الأزرق الذي يبقى لأكبر عمق يصله الضوء.
ففي عمق معين كل الأسماك مهما بلغت حساسية نظرها لا ترى اللون الأحمر لأنه ببساطة غير موجود، وكذلك الإنسان. وعوض ذلك يظهر لون رمادي فاتح أو غامق حسب درجة الأحمر.
الغطاسين أكثر من يشهد هذه الظاهرة خاصة عند صيد الأسماك الحمراء كالروجي مثلا، فهو لا يبدو أحمرا في الأسفل بل رماديا (بل لايكون أحمرا قبل إصابته بالرّمح أصلا)
لذا ينصح باستخدام مصباح مائي لرؤية الألوان كاملة في العمق.

- في النقطة 8، كذلك تحريك الطعم عامل مهمّ جدا.

- في النقطة 11، الأوكسجين لا يزداد مع ارتفاع منسوب المياه انما مع الإرتفاع في المياه، أي أن نسبة الأوكسجين تزيد عند السطح، وما يتناقص هو قدرة السمك على التنفس مع العمق وليس نسبة الأكسجين، ذلك أن هناك نوعين من الأكسجين المذاب في الماء:
الهواء (و أوكسجينه) المذاب في الماء عند السطح، وأكسجين الماء.
الأكسجين المذاب عند السطح هو الموجود ما بين 0 و بضعة أمتار تحت الماء، وهو مضغوط من الغلاف الجوي، تماما كالغاز المضغوط في قنينة المياه الغازية أو الصودا (المونادا)، باٌعتبار أن سدادة القنينة والهواء اسفلها هو الغلاف الجوي، والصودا هو البحر مثلا.
نستطيع رؤيته في الفقاقيع التي تخرج من الماء عند سباحتك فيه وعند دوران مراوح المراكب أو عند الرياح وهيجان البحر.
(أكسجين السطح تنتجه كذلك الأعشاب المائية القريبة من السطح والمستفيدة من ضوء الشمس، تماما كأعشاب اليابسة)
هذا الأكسجين الوفير الموجود بسطح الماء يجلب كثير من الأسماك خاصة في أماكن الأعشاب المائية posidonies وتكسّر الأمواج بحيث تقوم كثرة الفقاقيع بأكسجنة المياه أكثر فأكثر فتشعر الأسماك براحة كبيرة، إضافة إلى الغذاء الذي تقتلعه الأمواج من الشواطئ الصخرية، لذلك هي أماكن ممتازة للصيد.
أما الأكسجين المذاب فهو الذي يكوّن الماء نفسه حسب الصيغة H2O، وهذا الأكسجين هو الذي تنخفض مع العمق قابلية السمك لتنفسه وليس كميته في الماء. ذلك أن تزايد الضغط مع العمق يجعل عملية استنشاقه عبر غلاصم (خياشيم) السمك أصعب، وهذا الأمر متفاوت حسب نوع الأسماك.
فمثلا، القروش العادية لديها 5 غلاصم في كلا الجانبين للتنفّـس، بينما بعض قروش الأعماق نجد عندها 6 لتساعدها على استخلاص أكسجين بشكل أكبر.
(ولا داعي للحديث عن التيارات العمودية التي تحرك نسبة من الأكسجين لأنها تحدث غالبا بأعالي البحار)

- في النقطة 11 و12 وجب ذكر مسألة بالغة الأهمية يعتمد وجودها على وجود عدة أنواع من الأسماك (كما جاء في النقطة 13) وهي المنحدر الحراري والمعروف بالـ thermocline، وهو الحد الفاصل بين مياه السطح الدافئة ومياه العمق الباردة. لذلك تتجه تلك الأسماك نحو الشاطئ عند ارتفاع المياه لأن التيرموكلين وأسفله المياه الباردة يصبحان كذلك قريبين من الشاطئ. والعكس صحيح كذلك اي تبتعد الأسماك مع انخفاض مستوى البحر فلا يبقى في الشاطئ سوى المياه السطحية الأدفئ.
التيرموكلين مرتبط بحرارة الشمس أي متغير حسب الفصول، فهو منخفض في الصيف لأن الحرارة تصل لعشرات الأمتار، ومرتفع (وأحيانا منعدم) في الشتاء لأن مياه السطح هي الأخرى تكون باردة.
كم منا كان يسبح في مياه دافئة، وما إن غطس لبضعة أمتار تنحبس أنفاسه بسبب الطبقة الباردة في الأسفل، ذاك هو حدّ الترموكلين.

لو وفّقت في شيئ مما سلف فالتوفيق من عند الله سبحانه، وإن نسيت أو أخطأت فمني ومن الشيطان، والحمد لله رب العالمين.