عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم ,
بحري
رايس متمرس
 
افتراضي

من العلامات التقليدية على دوار البحر جفاف الفم والعرق البارد والدوخة والغثيان الذي يعقبه أحيانا القيء.

وطبيا يعد دوار البحر شكلا من مرض غثيان الحركة أو الكينيتوسيس. ورغم أنه لا ينتهي دوما بإلقاء المريض ميتا في البحر ليكون "طعاما للسمك" فإنه مع ذلك قد يدمر رحلة سفينة. لكن بالعلاج الصحيح وببعض المعلومات المفيدة يمكن السيطرة عليه.

يحدث الكينيتوسيس حينما "يواجه الجسم صعوبة في التعامل مع محفزات مختلفة ومتناقضة" حسبما يقول ميشائيل كنابيتش وهو طبيب في مركز برلين للسفر والطب الاستوائي.

فالحركة الهزازة أثناء ركوب البحر تسبب تباينا بين ما يمكن أن تراه العين وبين ما تبلغه أعضاء الحس في الجسم للمخ.

خلال هذه العملية ينتج الجسم مزيدا من الهستامين. وثمة رأي جديد يطرحه راينهارد ياريش وهو متخصص في الحساسية من فيينا ومفاده أن مركبات الهستامين تسبب أعراض دوار البحر.

الجميع تقريبا يمكن أن يصابوا بدوار البحر. ومع ذلك فإن درجة الشعور بالإعياء تتباين تباينا كبيرا من فرد إلى آخر. ويقول كنابيتش "هناك أشخاص إصابتهم سهلة جدا وهناك من لا يعانون أي مشكلة على الإطلاق".

وردود فعل الناس أيضا تتباين بحسب درجة اهتزاز السفينة. ويقول أندريز كوتش وهو طبيب في المعهد الطبي التابع للبحرية الألمانية في كرونشاجين قرب كيل "يشعر بعض الناس بإعياء شديد بقدر قليل من الحركة بينما تتسبب الحركة الالتفافية الطويلة في دوار بحر لدى الآخرين".

ومع ذلك فإنه على السفن الكبيرة لم تعد مثل هذه الحركات تتسبب في مشكلات للمسافرين.

يقول كارل رابه وهو طبيب يعمل على السفينة إم إس يوروبا "تفيد المثبتات المدمجة في السفن الحديثة في تسهيل التعامل مع دوار البحر".

وهناك أمور قليلة يمكن للمرء القيام بها للحد من احتمالات الشعور بدوار البحر. وينصح كنابيتش "على المرء أن يتجنب الكحول والتدخين يوما على الأقل قبل بدء الرحلة".

وعلى المرء في اليوم الذي تبحر فيه السفينة أن يكون قد نال قسطا كافيا من النوم وأكل كميات قليلة من الغذاء. و"يجب أن تكون المعدة لا خاوية تماما ولا مملوءة تماما".

كما أن البقاء وسط السفينة أفضل من البقاء في مقدمتها أو مؤخرتها حيث يكون الشعور بحركة البحر أقل.

وإذا ما شعر المرء بعدم ارتياح فإن أفضل شيء هو الذهاب إلى الدور العلوي واستنشاق هواء متجدد وتركيز نظره على نقطة عند الأفق.

ويشعر المرء بعدم ارتياح أكبر لو كان في الدور السفلي من السفينة . ويقول كوتش إن هذا هو المكان الذي ينظر المرء فيه لجدار رأسي بينما تبلغه أعضاء الحس بأن السفينة تهتز.".

ومن المعلومات الأخرى المفيدة حسبما يرى كوتش "أن يتمدد المرء في سريره حيث إن النوم يقلل من مستويات الهستامينات".

وإذا ما كنت تعرف أنك سهل الإصابة بدوار البحر أو أن البحر سيكون ثائرا فإنه يجب عليك أن تأخذ دواء قبل بداية الرحلة.

يقول كنابيتش "مضادات الهستامينات مثل دايفينهايدرامين أو دايمنهايدرينيت مناسبة للتعامل مع الأعراض المتوسطة والشديدة.".

وبالنسبة للأعراض الشديدة فهو يوصي بتناول سكوبولامين أو برومثيزامين. وإذا لم تتناول أي شيء وكنت تتحرك على سطح السفينة فإن أفضل شيء هو أخذ تحميلة بالـ / دايفينهايدرامين/ أو ميتوكلوبرامايد.

يقول طبيب السفينة رابه "في الحالات الحادة نأخذ هذه المواد فى صورة حقن".

وكل ما هو مذكور آنفا يسبب النعاس . وفي الحالات المتوسطة من دوار البحر يجب على المصابين أن يجربوا أدوية الطب البديل.

والزنجبيل من أقدم الأدوية التقليدية. وهو يفيد على ما يبدو في الحالات المتوسطة رغم أنه ليس هناك دليل علمي على ذلك. وأحيانا قد يفيد فيتامين سي. والمعهد الطبي التابع للبحرية الألمانية يجري اختبارات لمعرفة مدى فعاليته.

ولأن من المعروف عن فيتامين سي أنه يحد من فعالية الهستامينات فإن من الممكن أن تكون له نفس خواص مضادات الهستامينات لكن بدون الآثار الجانبية المرتبطة به.