[SAR*BAR]

أحسن الله إليك أخي بكري وهبي لتذكيرنا في جو الفسحة والترويح المباح أن أتحفتنا بمعاني هذة القصة البليغة بحكمها ومواعضها، فجزاك الله عنا كل خير. ومن باب الإكثار من الخير كما يقول أحد أولياء الله : "القناعة من الله حرمان" اخترت لكم هذا الحديث النبوي الشريف للتدبر في أنفسنا وفي واقع أمتنا.
روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، تعس عبد القطيفة ، إن أعطي رضي و إن لم يعط سخط ، تعس و انتكس ، و إذا شيك فلا انتقش ، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، و إن كان في الساقة كان في الساقة ، إن استأذن لم يؤذن له ، و إن شفع لم يشفع) .
و من دقيق معاني هذا الحديث الكريم ما قاله العلماء في تأويل حكمة الذكر للساقة و هي مؤخرة الجيش و الحراسة التي هي في أطراف الجيش إذ قالوا (اختص هذين الموضعين بالذكر لأنه يخفى ذكرهما و يعظم خطرهما) .. إذا هو الإخلاص و الانتصار على الذات و اللذات و الخلوص من عبودية الشهرة و المصلحة و الزعامة و الوجاهة و العصبية و القبلية و الأنانية ، هذا هو طريق الخلاص للإنسان فردا كان أو أمة ، و صدق الرسول صلى الله عليه و سلم عندما قال (لا الفقر أخشى عليكم و لكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا كما فتحت على الذين من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلكهم كما أهلكتهم) .