عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم ,
SAR*BAR
رايس
 
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي رامي،
اكتشفت سمكة البوري Muge ou Mulet وأنا فتى يافع في سواحل مدينة الرباط ( عاصمة المغرب) وبعدها في مدينة العرائش وبعدها مدينة أكادير ثم مدينة الجديدة، وقد ارتبط تواجد سمكة البوري في مخيلتي بمصبات المياه العادمة ( الواد الحار) حيث يحب السباحة في مثل هذه المياه الملوثة وبأعداد كبيرة وأحجام مختلفة وعلى سطح الماء، وأتذكر يوم اصطدت بوري برَمْيه بحجارة. لهذا السبب كنت أتحفظ من أكل هذا النوع من السمك الذي أسميه حاليا Le Pourri لحُبه السباحة في مياه الصرف الصحي.
لكني منذ سنوات التسعينيات من القرن الماضي حيث بدأت الصيد بمدينة ميرلفت حيث مياه البحر لازالت تحافظ على نقاءها وصفاءها وعذريتها، في أحيان كثيرة كنت اصطاد سمكة البوري Muge doré ذات النقطة الصفراء الظاهرة قرب خياشيمها وغالبا ما كان وزنها يفوق الكيلوغرام الواحد ومن الطبيعي أني كنت أستمتع بأكله.
بعد هذه المقدمة، نأتي إلى طريقة صيد هذا النوع. الطريقة المشهورة والمنتشرة في بلدنا المغرب هي باستعمال الأدوات التالية :
- قصبة طويلة m7 + مكينة صغيرةm100من خيط رئيسي mm 0.30+ علام لضبط عمق الصيد + إضافة خيط mm 0.24 (ترقيعة) حسب صفاء الماء + صنارة ثلاثية ( فيزكة) لكي يثبت فيها طعم "البيلوطا" ( عجينة = لحم سمك السردين + دقيق قمح + رمل + زيت سمك الكابيلا)، غالبا ما يكون طول الخيط المستعمل بطول القصبة تقريبا والخيط المتبقي داخل المكينة بمثابة احتياط في حالة انطلاقة قوية لسمكة كبيرة. وحسب طبوغرافية المصيد وتموضعنا فيه، نلقي بالطعم بهدوء في الماء وأصبعنا على الخيط لتحسس أي قضم أو محاولة قضم من طرف السمكة، وفي هذه اللحظات الدقيقة جدا، تتدخل خبرة ومهارة وحدس الصياد في اتخاذ قرار "النثر" ( النْشيطْ بلغتنا المحلية) لزرع الصنارة الثلاثية أو أحد أطرافها إما في فم السمكة أو في موضع أخر من جسمها وهذا يحصل كثيرا في تقنية البيلوطا. وهنا تبدأ المعركة الحقيقية، فليس كل سمكة ابتلعت طعما، هي بالضرورة في سلة الصياد، وخصوصا سمك البوري الذي أعتبره من أذكى الأسماك في التعامل مع الطعم مستغلا شفته العليا التي حباه بها من "أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين"
وللحديث بقية لعرض تقنيات أخرى أبسط استعمالا.